شهدت منطقة أبو غريب في العاصمة بغداد هذا اليوم 24 أيلول 2025 حدثاً لافتا تمثل بمراسم وضع حجر الأساس لمشروع استثماري جديد يحمل اسم "تويوتا العراق الصناعي والتخزين والخدمي الاستثماري"، وشارك في الحفل ممثلون عن الشركة وعدد من الجهات الرسمية. ويأتي هذا المشروع ليشكل نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لقطاع السيارات في العراق، في خطوة استراتيجية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ قطاع السيارات داخل العراق والتي تعزز موقع البلاد كمركز إقليمي رائد في مجالات الصناعة والخدمات اللوجستية.
المشروع، الذي يقام على مساحة واسعة قرب خط السكة الحديدية، يضم مرافق متعددة تشمل مستودعات حديثة لقطع الغيار، ساحات واسعة لتخزين المركبات وتجهيزها قبل التسليم، مراكز للفحص والتجارب، إضافة إلى ورش لإنتاج الإكسسوارات ومرافق خدمية مساندة. وتؤكد الشركة أن اعتماد الطاقة الشمسية وأنظمة إعادة تدوير المياه سيكون جزءاً أساسياً من تشغيل المجمع، في انسجام مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة البيئية.
سيوفّر المشروع مئات فرص العمل للأيدي العاملة العراقية بما فيهم المهندسين والفنيين والإداريين وغيرهم، مع إدخال أنظمة تشغيلية تستند إلى الخبرة اليابانية في الإدارة والجودة. كما أُشير إلى أن اختيار موقع أبو غريب لم يكن صدفة، بل جاء ليتكامل مع البنية التحتية القائمة ويخفف الضغط عن شوارع بغداد والموانئ الجنوبية، خصوصاً ميناء أم قصر.
تثمّن شركة تويوتا العراق دعم الحكومة العراقية، مشيدة بدور دولة السيد رئيس الوزراء والهيئة الوطنية للاستثمار وهيئة استثمار بغداد ووزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، إلى جانب الأجهزة الأمنية والخدمية التي وفّرت الأجواء المناسبة لانطلاق المشروع.
إن هذا المشروع لا يقف عند حدود الصناعة والخدمات اللوجستية، بل يفتح الباب أمام استثمارات صناعية أخرى قد تغيّر وجه هذا القطاع في العراق. وأوضحوا أن خفض تكاليف النقل والتخزين وتحسين انسيابية حركة الشاحنات بين المحافظات سينعكس في النهاية على المستهلك من خلال أسعار أكثر استقراراً.
لم يغب البُعد الدبلوماسي عن المناسبة، إذ أن هذا المشروع يشكّل محطة جديدة في مسار العلاقات بين العراق واليابان، ويجسّد ثقة متبادلة وشراكة طويلة الأمد. ويُنتظر أن يسهم في تعزيز صورة العراق كوجهة جاذبة للاستثمارات النوعية في المنطقة.
وتؤكد تويوتا العراق من خلال هذا المشروع التزامها الراسخ بتوسيع شبكتها في البلاد، وتمكين الكوادر الوطنية، ودعم التنمية المستدامة عبر مبادرات تحافظ على البيئة وتخدم المجتمع. إن وضع حجر الأساس اليوم لا يمثل مجرد بداية لمجمع صناعي متطور، بل هو انطلاقة مرحلة جديدة من الابتكار والتطور في العراق.
- انتهى -